
وبحسب المسؤولة الإعلامية لـ”حملة المقاطعة في فلسطين “، براءة لافي، فإن ملعب “تيدي” يقع بالقرب من حيي الشيخ جراح وسلوان في القدس المحتلة، حيث يُهدد أهلهما بالتهجير القسري، “ما يعني أن الأمر يتجاوز حد كون المباراة للعب فقط، بل إن أهدافاً سياسية أخرى تبدو وراء هذه اللعبة، من خلال تهميش الحق الفلسطيني واللعب فوق دماء الفلسطينيين ومعاناتهم”.
ولفتت لافي إلى أن نشطاء فلسطينيون وعرب شاركوا بتغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي كافة، وبلغات عديدة مستخدمين وسم #قاطع_برشلونة، بهدف الضغط على النادي المذكور للتراجع عن قراره.
وأشارت إلى أن “حملة المقاطعة في فلسطين”، عملت على جمع تواقيع من مناصرين للقضية الفلسطينية، ومشجعي نادي برشلونة، وصحافيين وكُتّاب، ونشطاء عبر مواقع التواصل، وتم إرسالها عبر البريد الالكتروني للنادي ولموقعه الرسمي عبر الإنترنت.
وقالت لافي “الجمهور الأكبر لنادي برشلونة هم من المشجعين العرب، وعليه فإن إمكانية تراجعه عن قرار اللعب أمام النادي الإسرائيلي تبدو ممكنة إذا ما استمرت الحملة ولاقت استجابه واسعة عبر وسائل التواصل”.
وكانت الحملة قد نشرت بياناً استنكرت فيه قرار نادي برشلونة، مؤكدة على الرفض الكامل لقرار إقامة المباراة جملة وتفصيلاً لرفضها تلميع وجه الاحتلال الصهيوني عن طريق هذه الأنشطة، داعية كافة الأحرار حول العالم، وتحديداً من الجمهور العربي لمقاطعة الحدث الرياضي، وكافة أنشطة ومباريات نادي برشلونة للضغط عليه إلى حين التراجع عن قراره.
وعدت أن قرار إقامة المباراة على ملعب “تيدي ” المقام على أراضي قرية المليحة التي سرقت عام 48، هو دعوة واضحة وعلنية أمام العالم لمنح إسرائيل الحق في ارتكاب مزيد من الجرائم بحق الفلسطينيين وسرقة أراضيهم.
ودعت الحملة العالم أجمع للوقوف بشكل جاد أمام العنصرية والإرهاب الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، “ففي الوقت الذي يمنع اللاعبين الفلسطينيين ويحرمهم من السفر والمشاركة في الألعاب الرياضية المختلفة ينظم هو مبارايات لتلميع وجهه البشع”.
في السياق، وجه مركز “حماية لحقوق الإنسان” في الأراضي الفلسطينية رسالة لخوان لابورتا، رئيس نادي برشلونة، عبر فيها عن قلقه إزاء اعتزام النادي إقامة المباراة مع نادي “بيتار القدس” الداعم للاستيطان في الأراضي الفلسطينية.
وأوضح المركز في رسالته أن القرار يسهم في شرعنة الاستيطان، من خلال إقامة أنشطة نادي “بيتار القدس” الرياضية داخل المستوطنات، وهو ما ينذر بإدراج نادي برشلونة العالمي ضمن قائمة المؤسسات التي تنتهك اتفاقيات حقوق الإنسان.
وحذر المركز من علاقة نادي برشلونة بناد استيطاني، يدعم هدم وتهويد منازل الفلسطينيني وتهجير آلاف الفلسطينيين من أراضيهم، مبيناً أن استمرار هذه العلاقه ينطوي على انتهاكات للقانون الدولي الإنساني، والقانوني الدولي لحقوق الإنسان، وعشرات القرارات الأممية ومنها قرار مجلس الأمن”242،338،476،1397،1515،1850″، وهو ما يترتب عليه مسؤولية مدنية وجنائية قد تصل لمرحلة الملاحقة قضائياً أمام المحاكم الدولية والوطنية بتهمة المساعدة على ارتكاب جرائم بحق الشعب الفلسطيني.
كما دعا رئيس نادي برشلونة لضرورة الالتزام بمبادئ القانون الدولي، وقرارات الأمم المتحدة التي تحظر الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مطالباً إياه بإلغاء أي مباراة من المقرر عقدها مع أندية إسرائيلية تدعم الاستطيان، والعمل على إنهاء أية علاقات تسهم في استمرار دعم الاستيطان داخل الأراضي المحتلة.
وفي 11 من الشهر الجاري، أعلن الاتحادي الفلسطيني لكرة القدم أن رئيسه جبريل الرجوب، تلقى رسالة من رئيس نادي برشلونة، جاء فيها “لقد تلقينا الرسالة التي وجهتموها باسم الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، والتي أعربتم من خلالها عن قلقكم بشأن النشاط المفترض من خلال مباراة ودّية لنادي برشلونة في مدينة القدس”.
وتابع “نودّ إعلامكم أن نادي برشلونة لم يعلن عن الأجندة الرياضية لما قبل الموسم الحالي من خلال قنواته الرسمية، لذلك لم يتواصل الناس ولم يؤكد إقامة أي مباراة ودّيه لفريق كرة القدم الأول في القدس”، في إشارة لفريق “بيتار”.
وأضاف “كما تعلمون جيداً، فإن نادي برشلونة بصفته مؤسسة رياضية ديمقراطية ملتزمة بالحقوق والمبادئ الأساسية، قد عبر دوماً وبالأفعال – كما يؤكد تاريخ النادي – عن دفاعة الواضح عن حقوق وحريات كافة شعوب الأرض”.
جاء ذلك بعدما وجه رئيس الاتحاد الفلسطيني جبريل الرجوب رسالة لخوان، وإلى رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو، ورئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، ألكسندر تشيفرين، طالبهم فيها بالضغط لإلغاء المباراة.