
ريتشارليسون كان على وشك تسجيل الهدف الأول لبلاده في الدقيقة 38 من ركلة جزاء، ولكنه أرسل الكرة إلى المدرجات بملعب نيسان في يوكوهاما.
زميله ماثيوس كونيا أعاد الأمور إلى نصابها، بهدف مباغت في شباك الحارس أوناي سيمون بالدقيقة 47 من عمر اللقاء، قبل أن يعيد ميكيل أوريازابال إسبانيا للصورة في الشوط الثاني.
الفريقان اتجها إلى الوقت الإضافي، وهو ما شهد تفوق كاسح للبرازيل لتسجل الهدف الثاني عن طريق البديل مالكوم، لتنتزع الذهبية الأولمبية لكرة القدم للمرة الثانية على التوالي بعد إنجاز ريو دي جانيرو 2016.

سيطرة برازيلية
إسبانيا حاولت تشكيل خطورة في البداية من كرة لعبها ميكيل أويارزابال لزميله داني أولمو الذي فشل في المرور من أجل التسجيل، وربما كانت هذه اللقطة الوحيدة للفريق على مدار الشوط الأول.
البرازيل اكتسحت إسبانيا في أول 45 دقيقة بشكل واضح، واستحقت التقدم بسبب السيطرة الواضحة على مجريات الأمور والوصول إلى مرمى سيمون في أكثر من فرصة.
الاعتماد على الأطراف كان السلاح الأهم للبرازيل، باستغلال قوة داني ألفيش على الجانب الأيمن مع زميله أنتوني، في مواجهة سهلة مع أولمو والظهير الإسباني مارك كوكوريلا.
مفاتيح لعب إسبانيا الرئيسية، والتي تتمثل في كل من بيدري وأويارزابال وداني أولمو وماركو أسينسيو تم تعطيلها تمامًا في النصف الأول من المباراة.
لقطة الهدف أكدت أن الذهب لا يصدأ أبدًا، بعدما قام ألفيش بإحياء كرة شبة ميتة ليضعها أمام كونيا الذي سجل الهدف الأول لفريق المدرب أندري جاردين.
الفريق البرازيلي استحق التقدم بكل تأكيد بسبب الغياب التام لإسبانيا من الناحية الهجومية، والاكتفاء بالتكتل الدفاعي الذي تم ضربه من طرفي الملعب.

عدالة السماء
حكم المباراة أثار حالة من الجدل في الدقيقة 35 من عمر اللقاء، بعدما احتسب ركلة جزاء مشكوكًا في صحتها للبرازيل.
كونيا اصطدم بالحارس أوناي سيمون، في كرة لا تحتسب كركلة جزاء في الكثير من الأحيان، ولكن الحكم قرر اللجوء إلى تقنية الفيديو.
وعكس المتوقع تم منح البرازيل هدية لا تبدو مستحقة، ليثبت ريتشارليسون أن هذه المباراة عادلة بكل المقاييس ليهدر الكرة بغرابة فوق العارضة.
إسبانيا بقيادة المدرب لويس دي لا فوينتي فشلت في استغلال هذه اللقطة لصالحها، بل كانت محفزة للفريق الخصم على مواصلة المحاولة وهو ما حدث.

هدف عكس التوقعات
بداية نارية من البرازيل بانفراد من أنتوني الذي فشل في استغلاله بالدقائق الأولى، ولكن الحكم أوقف الهجمة بسبب وجود تسلل.
كرة أخرى ذهب بها ريتشارليسون الذي تلاعب بدفاع إسبانيا وانفرد تمامًا بالحارس سيمون، الذي تصدى لها ببراعة وأبعد الهدف الثاني عن مرماه.
المؤشرات كلها كانت تؤكد أن البرازيل على أعتاب تسجيل الهدف الثاني، ولكن أويارزابال قرر التدخل لتغيير الصورة تمامًا.
الجناح الإسباني المميز الذي يلعب في ريال سوسييداد، سجل هدفًا قد يكون الأروع في الأولمبياد، بتسديدة طائرة داخل منطقة جزاء البرازيل بعد عرضية متقنة من كارلوس سولير.
تحسن ملحوظ

انتفاضة واضحة حققتها إسبانيا في الثلث الأخير من المباراة، حيث بذلت كل ما عليها من أجل انتزاع الذهبية.
انتشار مميز ونشاط واضح بعد التغييرات بنزول بريان جيل بدلًا من أسينسيو وكارلوس سولير بدلًا من ميكيل مورينو.
الثنائي أوسكار وبريان جيل كادا أن يساعدا إسبانيا على خطف الذهبية لبلادهما، بتسديدتين صاروخيتين في الدقيقتين 86 و89 ولكن العارضة تدخلت لإنقاذ الموقف.
اللحظات الأخيرة من الوقت الأصلي كادت أن تسفر عن هدف قاتل لإسبانيا، لكن الوضع استمر كما هو عليه حتى صافرة النهاية.
الفوز للنفس الأطول

المنتخب البرازيلي كان الأفضل في الشوط الأول، وإسبانيا انتزعت الأفضلية بمعظم فترات الشوط الثاني، ولكن ماذا عن الوقت الإضافي؟
طوفان هجومي من البرازيل على مدار الشوطين الأول والثاني الإضافيين لتستحق البرازيل الفوز بفضل نفسها الأطول.
إسبانيا انهارت تمامًا من الناحية البدنية رغم التغييرات، لتأتي الكلمة الأخيرة عن طريق البديل البرازيلي مالكوم.
أنتوني لعب كرة طولية لمالكوم في الدقيقة 108 ليستلمها البرازيلي على حدود منطقة الجزاء ويخترق ببراعة ويسجل الثاني لفريقه وينتزع الذهبية للبرازيل.
أكثر من مجرد ميدالية

منتخب البرازيل ظهر بصورة مشرفة على مدار الأولمبياد منذ الافتتاح وحتى الآن، وظهرت معه العديد من المواهب.
ماثيوس كونيا لاعب هيرتا برلين قد نراه قريبًا ضمن صفوف أحد الكبار، بعدما سجل 3 أهداف خلال البطولة وجذب الأنظار تجاهه.
برونو جيماريش لاعب ليون كذلك قدم مستويات مبهرة مما لفت أنظار آرسنال، وكذلك الظهير المبهر جوليرمي أرانا لاعب أتلتيكو مينيرو.
داني ألفيش غني عن التعريف، ولكن مستوى صاحب الـ38 سنة فاجأ الجميع، وربما نراه في كأس العالم 2022 بقطر مع منتخب السيليساو بعدما ظن الجميع أنه انتهى في ساو باولو.